الجواب:
نعم، يقرأ الإمام سورة الفاتحة بعد التكبيرة. وهذا هو القول الراجح عند جمهور الفقهاء، وهو ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
الدليل من القرآن الكريم:
قال الله تعالى: "وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" (الأعراف: 204).
فهذه الآية الكريمة أمرت المسلمين بالإنصات إلى تلاوة القرآن، وهذا يقتضي أن يكون الإمام هو المقصود بالقراءة، لأن المأموم مأمور بالإنصات له.
الدليل من السنة النبوية المطهرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قرأ فأنصتوا" (متفق عليه).
فهذا الحديث النبوي الشريف يؤكد أن الإمام هو المقصود بالقراءة، لأن المأموم مأمور بالإنصات له.
وأما حكم قراءة الإمام سورة الفاتحة قبل التكبيرة، فهذا قول شاذ، وذهب إليه بعض أهل العلم. ودليلهم على ذلك أن الإمام إذا كبر قبل قراءة الفاتحة، فتكون القراءة قد سبقت التكبير، وهذا مخالف لظاهر الآية الكريمة التي أمرت بالإنصات إلى القراءة.
وخلاصة القول، أن القول الراجح هو أن الإمام يقرأ سورة الفاتحة بعد التكبيرة، وهذا هو ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
التفسير الموسع:
قراءة الإمام سورة الفاتحة بعد التكبيرة لها عدة آثار، منها:
- أنها تؤكد على أن الإمام هو المقصود بالقراءة، لأن المأموم مأمور بالإنصات له.
- أنها تؤكد على أهمية قراءة سورة الفاتحة في الصلاة، لأنها ركن أساسي منها.
- أنها تؤكد على أهمية التزام الإمام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا قرأ الإمام سورة الفاتحة قبل التكبيرة، فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية، منها:
- أن المأموم قد لا يسمع قراءة الإمام بشكل جيد، لأنه سيكون مشغولًا بالوقوف أو الركوع أو السجود.
- أن ذلك قد يؤدي إلى تشتت المأموم في صلاته.
- أن ذلك قد يؤدي إلى مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك، فإن القول الراجح هو أن الإمام يقرأ سورة الفاتحة بعد التكبيرة، وهذا هو ما يجب على جميع الأئمة الالتزام به.