الآية الكريمة "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا" هي من سورة نوح، وهي من الآيات التي تدعو إلى التوبة والاستغفار.
المعنى اللغوي
- "فقلت": أي تكلمت.
- "استغفروا": طلبوا المغفرة.
- "ربكم": مالككم وخالقكم.
- "كان": هو.
- "غفارا": كثير المغفرة.
المعنى الإجمالي
بعد أن ذكر الله تعالى في الآيات السابقة قصة نوح عليه السلام مع قومه وكيف دعاهم إلى التوحيد والإيمان، وكيف استمر في دعوتهم سنوات طويلة، وكيف كذبوه وسخروا منه، وكيف أغرقهم الله تعالى بطوفان، جاءت هذه الآية الكريمة لتأمر المؤمنين بالتوبة والاستغفار، وذلك لأن الله تعالى غفار لعباده، فهو كثير المغفرة، رحيم بهم، ويغفر ذنوبهم إذا تابوا إليه.
التفسير الموسع
تدعو هذه الآية الكريمة المؤمنين إلى التوبة والاستغفار، وذلك لأسباب عدة منها:
- أن الله تعالى غفار لعباده، فهو كثير المغفرة، رحيم بهم، ويغفر ذنوبهم إذا تابوا إليه.
- أن التوبة والاستغفار من أسباب رحمة الله تعالى وفضله.
- أن التوبة والاستغفار من أسباب نيل العفو والمغفرة من الله تعالى.
ومعنى "غفارا" أي كثير المغفرة، فهو يغفر الذنوب والمعاصي مهما عظمت، إذا تابوا أصحابها إليه، وندموهم، وعزموا على عدم العودة إليها.
ووردت كلمة "غفارا" في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها:
- قوله تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" (النساء: 110).
- قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة: 222).
وقد أمر الله تعالى عباده بالتوبة والاستغفار في كثير من الآيات، منها:
- قوله تعالى: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ" (هود: 3).
- قوله تعالى: "وَمَنْ يَتُوبْ وَيَعْمَلْ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا" (الفرقان: 71).
فيجب على المؤمنين أن يستغفروا الله تعالى دائمًا، وأن يكثروا من التوبة إليه، حتى ينالوا رحمته وعفوه.