آخر آيتين من سورة البقرة هما الآيتان 285 و 286، وهما من أعظم الآيات في القرآن الكريم، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".
الآية الأولى:
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
أي: ربنا لا تؤاخذنا إذا نسينا أو أخطأنا في عبادتنا أو أقوالنا أو أفعالنا، فإننا بشر معرضون للخطأ والسهو.
الآية الثانية:
رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
أي: ربنا لا تجعل علينا عبئاً ثقيلاً لا نستطيع تحمله، كما جعلته على الأمم السابقة.
وقوله: "كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا" إشارة إلى أن الأمم السابقة كانت مكلفة بعبادات وشرائع صعبة، مثل ذبح أبناءهم وبناتهم، وبناء الصليب، وغيرها من العبادات التي لم تستطع تحملها.
الآية الثالثة:
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ
أي: ربنا لا تجعل علينا عبئاً لا نستطيع تحمله، بل اجعل علينا ما نستطيع تحمله، فإنك أنت الرحيم بنا.
الآية الرابعة:
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
أي: ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وارحمنا، ونجنا من عذابك، وانصرنا على أعدائنا.
وقوله: "فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" إشارة إلى أن المسلمين مكلفون بالجهاد في سبيل الله، ونصر دينه، ونشر الإسلام.
هذه الآيات الأربع تتضمن مجموعة من المعاني والمضامين العظيمة، منها:
- التوبة والاستغفار من الذنوب والخطايا.
- الدعاء إلى الله بالرحمة والمغفرة.
- الاعتراف بضعف الإنسان وعدم قدرته على تحمل العبء الثقيل.
- الاعتماد على الله والتوكل عليه.
- الدعاء إلى الله بالنصر على الأعداء.
وهذه الآيات تبين أن الإسلام دين الرحمة والتسامح، وأنه لا يكلف الإنسان فوق طاقته.