الإحسان هو مرتبة عالية من مراتب الدين الثلاثة، بعد الإسلام والإيمان. وهو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصا بالناس وجب تأديته على أكمل وجه وكأن صاحب العمل خبير بهذا العمل ويتابع العامل بكل دقة.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، فهذا الحديث يوضح معنى الإحسان ويوضح أن الإحسان هو أن يعبد المسلم الله تعالى كما لو كان يراه، وذلك بأن يؤدي العبادات على أكمل وجه وبإخلاص وخشوع، وأن يفعل الخيرات ويسعى إلى مساعدة الآخرين كما لو كان الله تعالى يراقبه وينظر إليه.
ومعنى "أن تعبد الله كأنك تراه"، أي أن تشعر بوجود الله تعالى وأن تؤمن بأنه يراك ويعلم ما تفعل، وأن تتصرف بناء على هذه القناعة، فلا تفعل ما يغضبه ولا تترك ما يرضاه.
ومعنى "فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، أي أن الله تعالى يراك ويعلم ما تفعل سواء كنت تشعر بوجوده أم لا، فلذلك يجب عليك أن تعبد الله تعالى على أكمل وجه وأن تفعل الخيرات مهما كانت الظروف.
وهناك العديد من الأمثلة على الإحسان في الحياة اليومية، مثل:
- أداء الصلاة على أكمل وجه وبإخلاص وخشوع.
- أداء الزكاة والصدقات.
- مساعدة المحتاجين وقضاء حوائجهم.
- احترام الوالدين وطاعتهما.
- معاملة الناس بالحسنى والإحسان.
- السعي إلى نشر الخير والفضيلة.
والإحسان هو صفة من صفات الله تعالى، فالله تعالى هو المحسن إلى عباده، فهو الذي خلقهم وأطعمهم وسقاهم ورعاهم، وهو الذي يغفر ذنوبهم ويرحمهم. ولذلك يجب على المسلم أن يسعى إلى التشبه بالله تعالى في إحسانه إلى خلقه.
والإحسان له أجر عظيم في الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" (النحل: 128). وقال تعالى: "إِنَّ الْمُحْسِنِينَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الطور: 22).
فإذا أردت أن تكون مسلماً كاملاً، فعليك أن تسعى إلى تحقيق الإحسان في حياتك، وذلك بأن تعبد الله تعالى كما لو كنت تراه، وأن تفعل الخيرات وتسعى إلى مساعدة الآخرين.