عندما أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، تمكنت أم سلمة من الهجرة مع زوجها أبو سلمة بعد معاناة شديدة. فقد منعت أم سلمة من الهجرة مع زوجها في البداية من قبل قومها بني المغيرة، الذين انتزعوا منها ولدها سلمة، فخرجت من مكة باحثة عن زوجها في المدينة، حتى وجدته ولحقت به.
وكانت قصة هجرة أم سلمة وزوجها أبو سلمة من أصعب قصص الهجرة. فقد كانت أم سلمة من السابقين إلى الإسلام، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، ثم عادت إلى مكة. وعند هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أراد أبو سلمة الهجرة مع أم سلمة، ولكن قومها منعوا أم سلمة من الهجرة، ونادوا زوجها: "هذه نفسك غلبتنا عليها، فعلام نتركك تأخذ أم سلمة وتسافر بها؟" فنزعوا خطام البعير من يده وأخذوها منه.
فخرجت أم سلمة من مكة باحثة عن زوجها في المدينة، وكانت تسير وحدها، ولا أحد معها، حتى وصلت إلى موضع يقال له "التنعيم"، فوجدت فيها عثمان بن طلحة، وكان يومئذٍ مشركاً، فسألها: "إلى أين؟" فقالت: "أريد زوجي بالمدينة". فأخذها عثمان بن طلحة في هودج ووصل بها إلى المدينة المنورة.
ولما وصل أبو سلمة إلى المدينة، فوجئ بوجود أم سلمة هناك، ففرح كثيراً بها. وقد هاجرت أم سلمة مع زوجها أبو سلمة في السنة الثانية للهجرة.
وهذه القصة تبين لنا صبر أم سلمة وقوة عزيمتها، فقد واجهت الكثير من المصاعب والابتلاءات، ولكنها لم تستسلم، بل استمرت في طريقها حتى تمكنت من الهجرة مع زوجها إلى المدينة المنورة.
وهناك بعض التفسيرات الأخرى لتمكين أم سلمة من الهجرة مع زوجها أبو سلمة، منها:
- أن قومها بني المغيرة قد تراجعوا عن منعهم أم سلمة من الهجرة، بعد أن رأوا ثباتها وتصميمها على الهجرة.
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تدخل لدى قومها بني المغيرة، وطالبهم بالسماح لأم سلمة بالهجرة.
ولكن التفسير الأرجح هو أن أم سلمة تمكنت من الهجرة مع زوجها أبو سلمة بفضل صبرها وقوة عزيمتها.