شبه النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بنهر جار وغمر على باب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات. رواه مسلم.
ومعنى هذا التشبيه أن الصلوات الخمس لها أهمية عظيمة في حياة المسلم، فهي تطهر النفس من الذنوب والمعاصي، وتجدد الإيمان في القلب، وتقرب العبد من ربه.
وكما أن النهر الجاري يزيل الأوساخ والشوائب من الجسم، كذلك الصلوات الخمس تزيل الذنوب والمعاصي من النفس.
وكما أن النهر الجاري ضروري للحياة، كذلك الصلوات الخمس ضرورية للإيمان، فهي عماد الدين، وبدونها لا يصلح عمل المسلم.
وكما أن النهر الجاري يروي العطش، كذلك الصلوات الخمس تروي عطش الروح، فهي تمنح العبد الراحة والطمأنينة.
وكما أن النهر الجاري يروي الأرض، كذلك الصلوات الخمس تروي الأرض، فهي تنشر الخير والصلاح في المجتمع.
وبناءً على هذا التشبيه، يمكن أن نذكر بعض الفوائد التي تتحقق من أداء الصلوات الخمس:
التطهر من الذنوب والمعاصي: فالصلوات الخمس تُغفر بها الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
تجديد الإيمان في القلب: فالصلوات الخمس تُجدد الإيمان في القلب، وتُقويه، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
القرب من الله تعالى: فالصلوات الخمس تُقرب العبد من ربه، وتجعله من أهل طاعته، كما قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90].
وعلى المسلم أن يحرص على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وأن يؤديها بالخشوع والحضور، وأن يحرص على إقامتها جماعة في المسجد، فإن ذلك من أسباب قبولها ونيل الثواب العظيم.