هذا الحديث الشريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى "آية المنافق ثلاث" أي: علامة المنافق ثلاث، وهي:
إذا حدث كذب: أي: إذا تكلم كذب، سواء كان كلامه عن نفسه أو غيره، أو كان كلامه عن دين الله أو عن أمور الدنيا.
وإذا وعد أخلف: أي: إذا قطع عهدًا أو وعدًا مع غيره لم يوف به، سواء كان الوعد صغيرًا أو كبيرًا، سهلًا أو صعبًا.
وإذا اؤتمن خان: أي: إذا استودع شيئًا من أموال أو أعراض أو أسرار غيره فخان الأمانة، ولم يحفظها.
وهذه الثلاث خصال من أعظم علامات النفاق، وهي تدل على ضعف الإيمان، وفساد القلب، وقلة المروءة، وعدم الثقة في صاحبها.
وهناك شرح موسع لهذه الثلاث خصال:
الكذب: الكذب هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عليه، وهو من أقبح الأخلاق، وأشدها ضررًا على المجتمع، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه الكريم فقال: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].
والمنافق يكثر الكذب في حديثه مع الناس، سواء كان ذلك في كلامه عن نفسه أو غيره، أو كان ذلك في كلامه عن دين الله أو عن أمور الدنيا. وقد يكون الكذب إفراطًا في المدح، أو مبالغة في الوصف، أو اختلاقًا للأخبار، أو تضليلًا للناس.
إخلاف الوعد: الإخلاف الوعد هو مخالفة ما التزم به المرء من عهد أو وعد، وهو من الخيانة والغدر، وقد نهى الله تعالى عنه في كتابه الكريم فقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
والمنافق يكثر إخلاف الوعد مع الناس، سواء كان الوعد صغيرًا أو كبيرًا، سهلًا أو صعبًا. وقد يكون إخلاف الوعد بسبب الكسل، أو الخوف، أو عدم الثقة، أو الرغبة في تحقيق مصلحة شخصية.
الخيانة في الأمانة: الخيانة في الأمانة هي عدم الوفاء بما أؤتمن عليه المرء، سواء كان ذلك مالًا أو عرضًا أو سرًا. وقد نهى الله تعالى عن الخيانة في الأمانة فقال: {وَمَنْ يَخُنْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 107].
والمنافق يكثر الخيانة في الأمانة، سواء كان ذلك مع الله أو مع الناس. وقد تكون الخيانة في الأمانة بسبب حب المال، أو الطمع، أو الرغبة في الانتقام.
وهذه الثلاث خصال من أخطر علامات النفاق، ومن المهم الحذر منها، والتزام الصدق والأمانة والوفاء بالعهد، حتى لا نكون من المنافقين.