وضع اليدين في الصلاة عند المذاهب الأربعة
وضع اليدين في الصلاة من الأمور الفرعية التي اختلف فيها الفقهاء، وتعددت فيها الروايات عن الصحابة والتابعين. وفيما يلي بيان لمذهب كل مذهب من المذاهب الأربعة في هذه المسألة:
مذهب الحنفية
يرى الحنفية أن وضع اليدين في الصلاة يكون تحت السرة، ويستندون في ذلك إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فليضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره" (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).
وهذا المذهب هو مذهب جمهور الفقهاء، وهو الذي عليه العمل في المذهب الحنفي.
مذهب المالكية
يرى المالكية أن وضع اليدين في الصلاة يكون على الصدر، ويستندون في ذلك إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره (رواه البخاري ومسلم).
وهذا المذهب هو مذهب مالك بن أنس، وهو رواية معتمدة في المذهب المالكي.
مذهب الشافعية
يرى الشافعية أن وضع اليدين في الصلاة يكون على الصدر، ويستندون في ذلك إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق ذكره.
وهذا المذهب هو مذهب الشافعي، وهو مذهب جمهور الفقهاء.
مذهب الحنابلة
يرى الحنابلة أن وضع اليدين في الصلاة يكون على الصدر، ويستندون في ذلك إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق ذكره.
وهذا المذهب هو مذهب أحمد بن حنبل، وهو مذهب جمهور الفقهاء.
التفسير الموسع
يمكن تفسير اختلاف المذاهب الأربعة في هذه المسألة على النحو التالي:
*الاختلاف في فهم الحديث: فقد فهم الحنفية حديث ابن عمر رضي الله عنهما على أن وضع اليدين يكون تحت السرة، بينما فهم المالكية والشافعية والحنابلة على أن وضع اليدين يكون على الصدر.
*الاختلاف في الترجيح بين الروايات: فقد ترجح الحنفية حديث أبي هريرة رضي الله عنه على حديث ابن عمر رضي الله عنه، بينما ترجح المالكية والشافعية والحنابلة حديث ابن عمر رضي الله عنه على حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
الاختلاف في القياس: فقد قاس الحنفية وضع اليدين تحت السرة على وضع اليدين في السجود، بينما قاس المالكية والشافعية والحنابلة وضع اليدين على الصدر على وضع اليدين في التشهد.
الخلاصة
يمكن القول أن وضع اليدين في الصلاة يكون إما تحت السرة، وإما على الصدر، حسب مذهب المصلي. ولا حرج في اتباع أي من المذهبين، لأن كلاهما له مستنده الشرعي.