حاجة العبد للتوبة، كحاجته للطعام، والشراب والهواء
الإنسان بطبيعته ضعيف، يميل إلى الخطأ والذنب، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد. ولذلك، فإن الله عز وجل منّ علينا بالتوبة، وجعلها بابًا مفتوحًا أمامنا دائمًا، ليعود إليه كل من تاب إليه.
وحاجة العبد للتوبة، كحاجته للطعام، والشراب والهواء، في عدة جوانب:
أولاً: التوبة تحفظ العبد من عذاب الله
يقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" [البقرة: 222].
فالتوبة تُزيل الذنوب، وتُرضي الله عز وجل، وتُنجي العبد من عذاب الآخرة.
ثانيًا: التوبة تصلح حال العبد
يقول الله تعالى: "وَمَنْ يَتُوبْ وَيَعْمَلْ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا مُرْتَدًّا" [الفرقان: 71].
فالتوبة تُصلح قلب العبد، وتُزكي روحه، وتُطهره من الأدران.
ثالثًا: التوبة تُقرب العبد من الله
يقول الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر: 53].
فالتوبة تُفتح باب الرحمة أمام العبد، وتُقربه من الله عز وجل.
رابعًا: التوبة تُحقق السعادة الحقيقية للعبد
يقول الله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" [الطلاق: 2-3].
فالتوبة تُؤدي إلى سعادة العبد في الدنيا والآخرة، فهي تُيسر عليه أموره، وتُحقق له الرزق، وتُبعد عنه الهموم والأحزان.
ولذلك، فإن كل من أراد أن يصلح حاله، وأن يحقق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، فعليه أن يحرص على التوبة النصوح، وأن يقبل على الله عز وجل، مستغفرًا له، ومُتضرعًا إليه.