الجواب
نعم، الكفار يقرون بتوحيد الربوبية، ولكنهم ينكرون توحيد الألوهية.
توحيد الربوبية هو إفراد الله بالخلق والتدبير والملك، أي الاعتراف بأن الله هو الخالق والمدبر والمتصرف في الكون، وأنه هو المالك الوحيد له.
توحيد الألوهية هو إفراد الله بالعبادة، أي الاعتراف بأن الله هو المستحق للعبادة وحده، وأن العبادة لا تصلح لغيره.
يقر الكفار بتوحيد الربوبية، لأنهم يرون أن الكون له خالق ومدبر، وأنه له مالك. ولكنهم ينكرون توحيد الألوهية، لأنهم يعتقدون أن عبادة الأصنام أو الآلهة الأخرى تنفعهم أو تضرهم.
هناك العديد من الأدلة على اعتراف الكفار بتوحيد الربوبية، منها:
- قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) [الزمر: 38].
- قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) [هود: 6].
- قوله تعالى: (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) [هود: 123].
هذه الأدلة تدل على أن الكفار يعتقدون أن الله هو الخالق والمدبر والمتصرف في الكون، وأنه هو المالك الوحيد له.
ولكنهم ينكرون توحيد الألوهية، لأنهم يعتقدون أن عبادة الأصنام أو الآلهة الأخرى تنفعهم أو تضرهم. وهذا الاعتقاد هو من قبيل الجهل والضلال، لأنه لا يستند إلى دليل ولا منطق.
التفسير الموسع
يمكن تفسير اعتراف الكفار بتوحيد الربوبية على عدة أوجه:
- الوجه الأول: أن الكفار يرون أن الكون منظم ومحكم، وأن هناك قوة عظيمة تديره وتضبطه. وهذه القوة لا بد وأن تكون إلهًا.
- الوجه الثاني: أن الكفار يخضعون للقوانين الكونية، ويستفيدون من نعم الله في الأرض. وهذا الاعتراف بوجود الله وسلطانه.
- الوجه الثالث: أن الكفار يؤمنون بيوم الحساب، وأن الله سيحاسبهم على أعمالهم. وهذا الإيمان يدل على اعترافهم بوجود خالق ومالك للكون.
وعلى الرغم من اعتراف الكفار بتوحيد الربوبية، إلا أنهم لا يلتزمون به، بل يشركون بالله غيره من الآلهة والأصنام. وهذا الشرك هو الذي يحرمهم من رحمة الله ودخول الجنة.
وخلاصة القول، فإن الكفار يقرون بتوحيد الربوبية، ولكنهم ينكرون توحيد الألوهية. وهذا الاعتراف بدون الالتزام هو من قبيل الجهل والضلال.