عندما يقترب النيزك من الأرض، فإنه يتحرك بسرعة عالية جدًا، تصل إلى عدة كيلومترات في الثانية. هذه السرعة العالية تتسبب في احتكاك شديد بين النيزك والهواء. يؤدي هذا الاحتكاك إلى تسخين النيزك، مما يؤدي بدوره إلى تقليل كثافة الهواء المحيط به.
يمكن تفسير هذا التأثير من خلال قانون برنولي، والذي ينص على أن ضغط السائل ينخفض عند زيادة سرعته. في حالة النيزك، فإن زيادة سرعته تؤدي إلى انخفاض ضغط الهواء المحيط به.
يمكن أيضًا تفسير هذا التأثير من خلال قانون نيوتن الثالث للحركة، والذي ينص على أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه. في حالة النيزك، فإن القوة التي يبذلها الهواء على النيزك لمقاومة حركته هي قوة الاحتكاك. هذه القوة تتسبب في تسخين النيزك، مما يؤدي إلى تقليل كثافة الهواء المحيط به.
يمكن ملاحظة هذا التأثير من خلال مشاهدة مسار النيزك في السماء. عندما يكون النيزك بعيدًا عن الأرض، يكون مساره واضحًا وحادًا. ومع اقتراب النيزك من الأرض، يصبح مساره أكثر ضبابية وغامضة. هذا بسبب تقليل كثافة الهواء المحيط بالنيزك، مما يجعل من الصعب رؤيته.
بالإضافة إلى تقليل كثافة الهواء، يؤدي الاحتكاك الشديد بين النيزك والهواء أيضًا إلى زيادة درجة حرارة النيزك. يمكن أن تصل درجة حرارة النيزك إلى آلاف الدرجات المئوية. هذه الحرارة الشديدة يمكن أن تسبب ذوبان النيزك أو حتى تبخره.
يعتمد مقدار تقليل كثافة الهواء والحرارة على سرعة النيزك وحجمه. كلما زادت سرعة النيزك وحجمه، زاد تقليل كثافة الهواء والحرارة.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون تقليل كثافة الهواء والحرارة كافيًا لمنع النيزك من الوصول إلى سطح الأرض. في هذه الحالات، يتفتت النيزك أو يذوب في الغلاف الجوي.