كان عامة شرك المشركين في الجاهلية هو شرك الاعتقاد في الآلهة والأوثان، وكانوا يعتقدون أن هذه الآلهة والأوثان هي التي تخلق الكون وتسير أموره، وأنها هي التي تنفع وتضر، وأن لها التصرف في الإنسان والتحكم في مصيره. وكانوا يعبدونها ويذبحون لها ويقدمون لها القرابين، ويعتقدون أنها هي التي تحميهم من الشرور وتستجيب لدعائهم.
وكان هذا الشرك ينقسم إلى عدة أنواع، منها:
- الشرك الأكبر: وهو عبادة غير الله تعالى، سواء كان ذلك باتخاذ آلهة أخرى معه، أو بصرف بعض العبادات التي يجب صرفها لله تعالى إلى غيره، مثل الصلاة أو الزكاة أو الدعاء.
- الشرك الأصغر: وهو ما دون الشرك الأكبر، مثل الحلف بغير الله تعالى، أو الرياء في العبادة، أو الخوف من غير الله تعالى.
وقد أخبر الله تعالى عن شرك المشركين في الجاهلية في كتابه العزيز، فقال: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106]. وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].
وقد جاء الإسلام ليبطل هذا الشرك ويدعو الناس إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، فقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]. وقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
وقد حاربوا الإسلام وأهله، وقاتلوهم من أجل الحفاظ على شركهم، ولكن الله تعالى نصر دينه وأظهره على سائر الأديان، وأهلك المشركين وكفاهم شرهم.