أمرت الشريعة الإسلامية بحفظ الإنسان في جميع مراحل حياته، منذ لحظة تكوينه في رحم أمه إلى لحظة موته. وقد أكدت الشريعة على أهمية حفظ الإنسان في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
ففي القرآن الكريم، نجد الله تعالى يقول: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" (الإسراء: 70).
وفي الحديث النبوي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" (متفق عليه).
وتشمل حماية الإنسان في الشريعة الإسلامية عدة جوانب، منها:
- الجانب الجسدي: وهو حماية الإنسان من الأذى الجسدي، سواء كان ذلك من قبل نفسه أو غيره. وقد نصت الشريعة على العديد من الأحكام التي تحفظ الإنسان من الأذى الجسدي، مثل تحريم القتل والضرب والسب والشتم.
- الجانب النفسي: وهو حماية الإنسان من الأذى النفسي، مثل الخوف والقلق والحزن. وقد نصت الشريعة على العديد من الأحكام التي تحفظ الإنسان من الأذى النفسي، مثل تحريم الظلم والغيبة والنميمة.
- الجانب الاجتماعي: وهو حماية الإنسان من الأذى الاجتماعي، مثل الفقر والبطالة والظلم. وقد نصت الشريعة على العديد من الأحكام التي تحفظ الإنسان من الأذى الاجتماعي، مثل أحكام الزكاة والصدقات والوقف.
- الجانب الروحي: وهو حماية الإنسان من الأذى الروحي، مثل الكفر والشرك والمعاصي. وقد نصت الشريعة على العديد من الأحكام التي تحفظ الإنسان من الأذى الروحي، مثل أحكام العقيدة والصلاة والزكاة والصيام والحج.
وتهدف حماية الإنسان في الشريعة الإسلامية إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
- حفظ الإنسان من الفساد والانحراف: فالإنسان هو محور الحياة، وعليه تتوقف سعادة الدنيا والآخرة. فإذا كان الإنسان سليماً من الأمراض والأضرار، فإنه يكون قادراً على القيام بواجباته الدينية والدنيوية على أكمل وجه.
- تحقيق العدل والمساواة بين الناس: فالعدل والمساواة بين الناس من أهم أهداف الشريعة الإسلامية. وحماية الإنسان من الأذى هي إحدى صور تحقيق العدل والمساواة بين الناس.
- تحقيق الرخاء والازدهار للأمة: فالإنسان هو العنصر الأساسي في بناء الأمة. فإذا كان الإنسان سالماً من الأمراض والأضرار، فإن الأمة تكون قادرة على النهوض والتقدم.
وهكذا، فإن الشريعة الإسلامية قد أكدت على أهمية حفظ الإنسان في جميع مراحل حياته، وذلك لما يمثله الإنسان من أهمية كبيرة في حياة الأمة والعالم.
