أعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه هو الشرك بالله، وهو أن يجعل لغير الله تعالى شريكًا في العبادة، سواء كان ذلك في الخلق، أو الرزق، أو الهداية، أو النصر، أو الحكم، أو غير ذلك.
والشرك بالله من أعظم الكبائر، بل هو أعظمها، ولا يغفره الله إلا لمن تاب منه توبة نصوحًا، وأخلص لله تعالى في عبادته.
وقد وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تؤكد تحريم الشرك بالله وعظم عقوبته، منها:
- قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" (النساء: 116).
- وقوله تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" (النحل: 36).
- وقوله تعالى: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" (المائدة: 72).
وأما تفسير عظمة ذنب الشرك بالله، فذلك لعدة أسباب، منها:
- أن الشرك بالله هو ظلم عظيم لله تعالى، حيث يُخرج الإنسان نفسه من عبادة الله تعالى ويجعل من غيره شريكًا له في ذلك.
- أن الشرك بالله هو جحود لنعمة الله تعالى، حيث أن الله تعالى هو الخالق والمنعم، ولا يستحق العبادة إلا هو وحده.
- أن الشرك بالله هو جريمة عظيمة تضر بالمجتمع، حيث أنها تؤدي إلى الفساد والظلم والاضطراب.
ولذلك، فإن الله تعالى قد غضب على المشركين ولعنهم، ووعدهم بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة.
ولكن، فإن الله تعالى رحيم غفور، وهو يقبل توبة التائبين، فإذا تاب المشرك توبة نصوحًا، وأخلص لله تعالى في عبادته، فإن الله تعالى يغفر له ذنبه ويدخله الجنة.