أعظم الذنوب الذي لا يغفره الله لصاحبه
ورد في القرآن الكريم أن الله لا يغفر الشرك به، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:48].
وهذا يعني أن الشرك بالله هو أكبر الذنوب التي لا يغفرها الله لصاحبه، سواء كان الشرك الأكبر، وهو أن يعتقد الإنسان أن هناك معبودًا آخر مع الله تعالى، أو الشرك الأصغر، وهو أن يعبد الله مع غيره، أو أن يذبح لغير الله، أو أن يدعو غير الله ويدعى له، أو أن يعتقد أن لأحد من المخلوقات صفة من صفات الربوبية، كالخلق أو الرزق أو التصرف في الكون.
وأما الكذب وعقوق الوالدين، فهما من كبائر الذنوب، ولكنهما لا يصلان إلى مستوى الشرك بالله، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
وبناءً على ذلك، فإن أعظم الذنوب الذي لا يغفره الله لصاحبه هو الشرك بالله، أما الكذب وعقوق الوالدين، فهما من كبائر الذنوب التي توجب على العبد التوبة منها.
تفسير الكذب وعقوق الوالدين
الكذب
الكذب هو الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه، وهو من أخطر الذنوب، لأنه يؤدي إلى فساد العلاقات بين الناس، وإلى هدم الثقة بينهم، كما أنه قد يؤدي إلى إشاعة الباطل والفتنة بين الناس.
وقد ورد في القرآن الكريم ذم الكذب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119].
عقوق الوالدين
عقوق الوالدين هو الإساءة إليهما بالقول أو الفعل، وهو من أعظم الذنوب التي نهى الله عنها، وقد ورد في القرآن الكريم ذم عقوق الوالدين، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء:23].
ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب التي تؤدي إلى دخول النار، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس".
وبناءً على ذلك، فإن الكذب وعقوق الوالدين من الذنوب العظيمة التي توجب على العبد التوبة منها، وعليه أن يحرص على عدم الوقوع فيها مرة أخرى.
