الإجابة المختصرة على هذا السؤال هي أن العبارة "لم يقر مشركو العرب بوجود الله" غير دقيقة. فمشركو العرب كانوا يؤمنون بوجود الله، ولكنهم كانوا يشركون معه غيره من الآلهة والأوثان.
ولكي نفهم هذا الأمر بشكل أفضل، يجب أن نعرف أولاً ما معنى "الإله". فالإله هو كائن خارق للطبيعة، يمتلك القوة والقدرة على خلق الكون والتحكم فيه. ويعتقد مشركو العرب أن الله هو خالق الكون، وأنه هو الذي يتحكم في كل شيء فيه.
ولكنهم كانوا يعتقدون أيضًا أن هناك آلهة أخرى، تتمتع بقدرات محدودة، مثل قدرتها على مساعدة الناس في تحقيق أهدافهم أو حماية أنفسهم من الشر. وكانوا يعبدون هذه الآلهة والأوثان، ويقدمون لها القرابين، في محاولة لكسب رضاها ونيل مساعدة منها.
وهذا يعني أن مشركو العرب كانوا يؤمنون بوجود الله، ولكنهم كانوا يعتقدون أيضًا أن هناك آلهة أخرى معه. وهذا الاعتقاد يسمى "الشرك".
وهناك بعض الأدلة من القرآن الكريم على أن مشركو العرب كانوا يؤمنون بوجود الله. ففي سورة الأنعام، يقول الله تعالى: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ". أي أن مشركو العرب كانوا إذا سُئلوا عن خالق السماوات والأرض، فسيقولون إن الله هو الخالق.
ولكنهم كانوا يعتقدون أيضًا أن هناك آلهة أخرى، تتمتع بقدرات محدودة، مثل قدرتها على مساعدة الناس في تحقيق أهدافهم أو حماية أنفسهم من الشر. وكانوا يعبدون هذه الآلهة والأوثان، ويقدمون لها القرابين، في محاولة لكسب رضاها ونيل مساعدة منها.
وهذا الاعتقاد يسمى "الشرك".