الجواب
القاعدة العامة في ستر عورة المرأة هي أن كل ما يدعو إلى الفتنة فهو عورة يجب ستره، ووجه المرأة هو أعظم عورة فيها، فهو زينتها وفتنتها، ولذلك فإن تغطية وجهها واجبة في الصلاة حتى لو كانت لوحدها.
الأدلة
هناك العديد من الأدلة من القرآن والسنة على وجوب تغطية وجه المرأة، منها:
- قوله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 31).
في هذه الآية الكريمة، أمر الله تعالى النساء بغض البصر وحفظ الفرج، وعدم إظهار الزينة إلا ما ظهر منها، وضرب الخمار على الجيوب.
والمعنى أن المرأة يجب عليها أن تستر كل عورتها، ولا تُظهر منها إلا الوجه والكفين، وهذا هو ما عليه جمهور أهل العلم.
- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا متبرجة، فنظر إليّ ثم أعرض عني، وقال: يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا"، وأشار إلى وجهه وكفيه.
هذا الحديث يؤكد أن الوجه والكفين من عورة المرأة التي يجب سترها.
الرأي الراجح
الرأي الراجح أن تغطية وجه المرأة واجبة في الصلاة حتى لو كانت لوحدها، وذلك للأسباب التالية:
- أن الوجه هو أعظم عورة في المرأة، فهو زينتها وفتنتها.
- أن الصلاة هي أعظم العبادات، ويجب أن تؤدي على أكمل وجه، وستر الوجه من ذلك.
- أن المرأة إذا كانت لوحدها في الصلاة، فهذا لا يعني أنها غير معرضة للفتنة، فقد يدخل عليها أحد في أي وقت.
ولذلك، فإن المرأة يجب عليها أن تستر وجهها وكفيها في الصلاة، حتى لو كانت لوحدها.