الجواب
نعم، الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاء في الكتاب والسنة هو توحيد الأولوهية.
التوضيح
التوحيد هو إفراد الله تعالى بالعبادة، وهو ركن الإسلام الأول، وعليه مداره. وينقسم التوحيد إلى قسمين:
- توحيد الربوبية: وهو الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر، وأن لا معبود سواه.
- توحيد الألوهية: وهو الإيمان بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده، وأن لا يعبد غيره.
والإيمان بأسماء الله وصفاته هو جزء من توحيد الألوهية، لأنه يتضمن الإيمان بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده، وأنه يمتلك الصفات التي تقتضي ذلك.
وأسماء الله الحسنى هي الأسماء التي أثبتها الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي تدل على كمال الله تعالى وعظمته.
وصفات الله تعالى هي صفات الكمال التي يتصف بها الله تعالى، وهي لا تشبه صفات المخلوقين.
والإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاء في الكتاب والسنة يتحقق بأمور ثلاثة:
- العلم: وهو معرفة أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة.
- الإيمان: وهو التصديق بهذه الأسماء والصفات، واعتقاد أنها حق من عند الله تعالى.
- العمل: وهو الإيمان بأن هذه الأسماء والصفات تقتضي العبادة لله تعالى وحده.
فإذا تحقق المسلم بهذه الأمور الثلاثة، فقد آمن بأسماء الله وصفاته كما جاء في الكتاب والسنة، وبذلك يكون قد أقام توحيد الألوهية.
أمثلة
من الأمثلة على الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاء في الكتاب والسنة، الإيمان بأن الله تعالى هو الرحمن الرحيم، وأن الله تعالى هو السميع البصير، وأن الله تعالى هو العلي العظيم، وأن الله تعالى هو الحي القيوم.
فإذا آمن المسلم بأن الله تعالى هو الرحمن الرحيم، فقد آمن بأن الله تعالى هو المنعم على عباده بالرحمة، وأن الله تعالى هو الذي يحب عباده ويرحمهم.
وإذا آمن المسلم بأن الله تعالى هو السميع البصير، فقد آمن بأن الله تعالى يسمع كل صوت، ويرى كل شيء، ولا تخفى عليه خافية.
وإذا آمن المسلم بأن الله تعالى هو العلي العظيم، فقد آمن بأن الله تعالى هو أعلى من كل شيء، وأن الله تعالى هو ذو العظمة والكبرياء.
وإذا آمن المسلم بأن الله تعالى هو الحي القيوم، فقد آمن بأن الله تعالى هو الحي الذي لا يموت، وأن الله تعالى هو القائم على كل شيء، وتدبيره.
آثار الإيمان بأسماء الله وصفاته
للإيمان بأسماء الله وصفاته آثار عظيمة على المسلم، منها:
- قوة الإيمان: فالإيمان بأسماء الله وصفاته يزيد من قوة الإيمان في قلب المسلم، ويجعله أكثر قرباً من الله تعالى.
- الخشية من الله تعالى: فالإيمان بأسماء الله وصفاته يبعث في قلب المسلم خشية الله تعالى، ومراقبته في كل أموره.
- الحب لله تعالى: فالإيمان بأسماء الله وصفاته يبعث في قلب المسلم حب الله تعالى، وإرادة رضاه.
- الرضا بقضاء الله تعالى: فالإيمان بأسماء الله وصفاته يبعث في قلب المسلم الرضا بقضاء الله تعالى، والتسليم له.
- الصبر على البلاء: فالإيمان بأسماء الله وصفاته يبعث في قلب المسلم الصبر على البلاء، والظن الحسن بالله تعالى.
وهكذا، فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاء في الكتاب والسنة هو من أعظم الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله تعالى، وتزيد من إيمانه وخشيته من الله تعالى.