حاصر المسلمون بني النضير في ديارهم في السنة الرابعة للهجرة، وذلك بعد محاولة يهود بني النضير اغتيال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
بدأت الأحداث عندما جاء رجلان من بني النضير إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يطلبان منه المساعدة في دية قتلى من بني قينقاع. رفض الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مساعدتهم، فقاموا بالتخطيط لاغتياله.
علم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالأمر، فخرج إلى بني النضير وأمرهم بالخروج من المدينة. تحصنوا في ديارهم، فأمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بمحاصرتهم.
دام الحصار ست ليال، وفي نهايته وافق بنو النضير على الجلاء عن المدينة، على أن يأخذوا معهم ما تحمله الإبل من أموالهم، إلا السلاح.
خرج بنو النضير من المدينة، وتفرقوا في أنحاء الجزيرة العربية. وبذلك، تم تطهير المدينة من وجود اليهود، الذين كانوا يشكلون خطرًا على المسلمين.
التفسير الموسع
كانت غزوة بني النضير علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث كانت أول غزوة داخلية في المدينة المنورة. وقد أظهرت هذه الغزوة أن المسلمين قادرون على حماية أنفسهم من أي خطر خارجي أو داخلي.
كما كانت هذه الغزوة بمثابة ردع لليهود الذين كانوا يحاولون تقويض قوة المسلمين. فقد أدرك اليهود أن المسلمين لن يترددوا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة أي من يحاول الإضرار بهم.
ولعل أهم نتائج غزوة بني النضير هي ما يلي:
- تطهير المدينة المنورة من وجود اليهود الذين كانوا يشكلون خطرًا على المسلمين.
- إظهار قوة المسلمين وقدرتهم على حماية أنفسهم.
- ردع اليهود عن محاولة تقويض قوة المسلمين.
وقد نزلت سورة الحشر في ذكر غزوة بني النضير، وقد ذكرت هذه السورة أن الله تعالى هو الذي أخرج اليهود من ديارهم، وأن هذا العقاب كان بسبب كفرهم وشرهم.