الجواب:
الرجل الذي كان إذا اشتد إعجابه بشيء من ماله تصدق به هو الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. وكان من أجود الناس وأكرمهم، وكان يحرص على التصدق بماله في سبيل الله تعالى.
ومعنى الحديث أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه كان إذا أعجب بشيء من ماله، مثل فرس أو عقار أو غيره، فإنه يبادر بالتصدق به على الفقراء والمساكين، دون أن يتردد أو يفكر طويلًا. وكان رضي الله عنه يفعل ذلك حتى وإن كان الشيء الذي يعجب به غالي الثمن.
وهذا يدل على كرم وسخاء عبدالله بن عمر رضي الله عنه، وحرصه على نفع الآخرين، وبذل ماله في سبيل الله تعالى. كما يدل على إيمانه العميق بأهمية الصدقة وفضلها في الدنيا والآخرة.
التفسير الموسع:
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الإنسان يتصرف بهذه الطريقة، ومن أهمها:
الإيمان بأهمية الصدقة: الصدقة من أهم الأعمال الصالحة التي حث عليها الإسلام، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: "ما نقص مال من صدقة".
الكرم والشهامة: الكرم والشهامة من الصفات الحميدة التي يتصف بها المسلمون، وقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنه من أكرم الناس وأشهامهم.
الحرص على نفع الآخرين: نفع الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم من الأعمال التي ترضي الله تعالى، وقد كان عبدالله بن عمر رضي الله عنه حريصًا على نفع الآخرين.
ولعل ما حدث مع بعض عبيده يدل على كرمه وحسن خلقه، حيث كانوا يعلمونه إذا رأوه في المسجد، فيلتزمون المسجد حتى يشتريهم ويعتقهم. فقيل له: إنهم يخدعونك، فقال: "من خدعنا بالله انخدعنا له".
وهذا يدل على أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه كان يثق بالله تعالى، ويعلم أن الله تعالى يحميه من شرور الناس. كما يدل على كرمه وحسن خلقه، حيث كان يحرص على نفع الآخرين حتى وإن كانوا يخدعونه.
وختامًا، فإن قصة عبدالله بن عمر رضي الله عنه تذكرنا بأهمية الصدقة وفضلها، كما تذكرنا بضرورة التحلي بالكرم والشهامة والحرص على نفع الآخرين.