إسلام حبر اليهود عبد الله بن سلام : كان عبد الله بن سلام أحبار اليهود الذين يعرفون صفة النبي المنتظر ، وينتظرون خروجه ، ولما هاجر رسول الله إلى المدينة النبوية بادر بالإسلام ولقد حدث عبد الله بن سلام و عن إسلامه فقال : لما سمعت برسول الله ، وعرفت صفته واسمه وهيئته وزمانه الذي كنا نتوكف له ، ( أي : ننتظر ) فكنت بقباء مسرا صامتا عليه ، حتى قدم رسول الله المدينة ، فلما قدم نزل بقباء في بني عمرو ابن عوف ، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه ، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها ، وعمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة ، فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله كبرت ، فقالت عمتي حين سمعت تکبیري : لو كنت سمعت بموسی بن عمران ما زدت ، قال : قلت لها : أي عمة ، والله هو أخو موسی بن عمران ، وعلى دينه ، بعث بما بعث به . فقالت : يا ابن أخي ، أهو الذي كنا نخبر أنه يبعث مع الساعة ؟ قلت : نعم ، قالت : فذاك إذا وفي رواية أخرى قال : لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس إليه ، وقيل : قدم رسول الله ، فجئت في الناس لأنظر إليه ، فلما استبنت وجه رسول الله عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، وكان أول شيء تكلم به أن قال : ( يا أيها الناس، افشوا السلام، واطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )
وحدَّث أنس رضي الله عنه عن اسلام عبدالله فقال ( بلغ عبدالله بن سلام مقدم رسول الله المدينة فأتاه، فقال : اني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبي قال : مااول اشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله اهل الجنة؟ ومن اي شي ينزع الولد الى ابيه؟ ومن اي شي ينزع الى اخواله فقال رسول الله ( خبرني بهن آنفا جبريل ) فقال عبدالله : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقال رسول الله : ( أما اول اشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق الى المغرب، واما اول طعام يأكله اهل الجنة فزيادة كبد حوت، واما الشبه في الولد فإن الرجل اذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، واذا سبق ماؤها كان الشبه لها ) قال : اشهد انك رسول الله ، ثم قال : يارسول الله ، إن اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل ان تسألهم بهتوني أي : -كذبوا علي- عندك ، فجاءت اليهود ودخل عبدالله البيت ، فقال رسول الله ( أي رجل فيكم عبدالله بن سلام؟) قالوا : أعلمنا، وابن أعلمنا، وأخيرنا، وأبن اخيرنا، فقال رسول الله: ( أفرأيتم إن اسلم عبدالله) قالوا : اعاذه الله من ذلك، فخرج عبدالله إليهم فقال : (أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله، فقالوا: شَرُّنا، وابن شَرُّنا ، ووقعوا فيه)
الدروس المستفادة :
-المسجد اهم ركيزة في بناء المجتمع الإسلامي ومن اجل ذلك كان اول ماقام به رسول الله بعد قدومه المدينة هو بناء المسجد حتى يجتمع فيه المسلمون.
-الأسوة الحسنة والقدوة العملية أبلغ واكثر ثأثيراً من الأقوال النظرية: فالنبي شارك في بناء المسجد بنفسه مه أصحابه فكان يحمل الحجارة وينقل اللبن على صدره وكتفيه لافرق في ذلك بين رئيس ومرؤوس.
-من حكمة الله تعالى التدرج في التشريع شيئًا فشيئًا والبدء بالأيسر حتى تتهيأ النفوس لتلقي الحكم الأشد وتنقاد له كما في تشريع الصيام وتحريم الخمر