التفسير الموسع
الدعوة إلى غير الله تعالى هي توجه الإنسان إلى غير الله تعالى بطلب النفع أو الضر أو الاستغاثة أو التقرب أو غير ذلك من أنواع العبادة. وأما الذبح لغير الله تعالى فهو إزهاق روح الحيوان بقصد القربان أو التقرب إلى غير الله تعالى.
وحكم من يدعو غير الله تعالى أو يذبح لغير الله تعالى في الدنيا أنه مشرك خارج عن الإسلام. وذلك لأن هذه الأفعال هي من مظاهر الشرك الأكبر، وهو صرف العبادة لغير الله تعالى.
والشرك الأكبر هو أعظم الذنوب عند الله تعالى، وهو سبب لإخراج الإنسان من الإسلام. وقد أجمع المسلمون على أن من يدعو غير الله تعالى أو يذبح لغير الله تعالى فهو مشرك خارج عن الإسلام.
ودليل ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [يونس: 106].
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117].
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
ودليل ذلك من السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ". رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ". رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ شَيْئًا فَقَدْ كَفَرَ". رواه البخاري.
وبناءً على ذلك، فإن من يدعو غير الله تعالى أو يذبح لغير الله تعالى فهو مشرك خارج عن الإسلام، وعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويرجع إلى دين الإسلام.
الآثار المترتبة على حكم الشرك الأكبر
للشرك الأكبر آثار مترتبة على مرتكبه في الدنيا والآخرة، ومن هذه الآثار:
- الخروج من الإسلام، وذلك لأن الشرك الأكبر هو أعظم الذنوب عند الله تعالى، وهو سبب لإخراج الإنسان من الإسلام.
- عدم قبول الأعمال، وذلك لأن الأعمال لا تقبل إلا من المسلم المخلص لله تعالى.
- الحرمة من دخول الجنة، وذلك لأن الجنة لا يدخلها إلا المسلمون.
- التعرض للعذاب الشديد في النار، وذلك لأن مرتكب الشرك الأكبر يستحق العذاب الشديد في النار.
ولذلك، فإن من أراد أن يسلم ويدخل الجنة، فعليه أن يخلص دينه لله تعالى، وأن يعبد الله تعالى وحده لا شريك له.