التفسير الموسع
الدعاء هو عبادة، وهو الطلب من الله تعالى التوفيق والهداية والرزق والشفاء والنصر وغير ذلك من المطالب. والذبح هو عبادة، وهو تقديم الذبيحة لله تعالى تقرباً إليه.
فإذا دعا شخص غير الله تعالى، أو ذبح لغير الله تعالى، فهذا يعني أنه جعل هذا غير الله تعالى نداً لله تعالى، وأنه يعتقد أن هذا غير الله تعالى يستحق أن يُدعى أو يُذبح له. وهذا هو الشرك الأكبر، وهو ذنب عظيم لا يغفره الله تعالى إلا بالتوبة النصوح.
ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُ رِزْقًا فَإِنَّ رَبَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ (فاطر: 15).
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ (المؤمنون: 117).
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (الزمر: 65).
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّ عَلَيْهِ الضَّلالَ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (النحل: 36).
أقسام الشرك
الشرك نوعان:
- الشرك الأكبر: وهو عبادة غير الله تعالى، أو صرف شيء من العبادة لغير الله تعالى، كالدعاء أو الذبح أو النذر أو الاستعانة أو الاستغاثة أو التوسل.
- الشرك الأصغر: وهو ما دون الشرك الأكبر، كالتطير أو الحلف بغير الله تعالى أو القسم بغير الله تعالى أو التعظيم لغير الله تعالى.
عقوبة الشرك
عقوبة الشرك الأكبر هي الخلود في النار، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ عَصِيًّا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ (المائدة: 33).
التوبة من الشرك
التوبة من الشرك هي واجبة، وهي تتحقق بالندم على ما فات، والعزيمة على عدم العودة إليه، والإقلاع عن ذلك.
وإذا تاب الشخص من الشرك، فإن الله تعالى يتوب