الجواب: صواب
الشرح الموسع:
الشرك هو صرف العبادة لغير الله تعالى، وهو أكبر ذنب يمكن أن يرتكبه الإنسان، وقد ذم الله تعالى المشركين في كثير من آيات القرآن الكريم، وذكر أنهم صرفوا العبادة لغير الله تعالى، ومن ذلك دعاء الأموات واصحاب القبور وطلب العون منهم.
ففي سورة يونس، قال تعالى: "وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ" (يونس: 18).
وفي سورة الأنعام، قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ" (آل عمران: 31).
ودعاء الأموات واصحاب القبور وطلب العون منهم هو من أنواع عبادة غير الله تعالى، لأن فيه اعتقاد أن هؤلاء الأموات واصحاب القبور يملكون النفع والضر، وأنهم قادرون على قضاء الحوائج، وهذا الاعتقاد هو شرك في الربوبية.
ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاء الأموات واصحاب القبور، فقال: "لا تَدْعُوا مَنْ دُونِ اللَّهِ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ إِمَّا أَنْ يُعْجَبَ بِهِ صَاحِبُهُ، أَوْ يُسْتَجَابَ لَهُ فَيُعْطَى مِنْ عَطَاءِ اللهِ مَا لَا يُرْضَى مِنْهُ" (رواه الترمذي).
ولذلك، فإن دعاء الأموات واصحاب القبور وطلب العون منهم هو من الشرك الأكبر، ويجب على المسلم أن يحذر منه، وأن يخلص عبادته لله تعالى وحده.