أول باب أو فصل في صحيح الإمام البخاري هو باب فضل العلم وأهله. ويتضمن هذا الباب عدة أحاديث نبوية تحث على طلب العلم وتعلمه، وتبين فضل العلماء ومكانتهم في الإسلام.
وأول حديث في هذا الباب هو حديث جبريل الذي رواه الإمام البخاري من طريق أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ما الإِسلام؟ قال: الإِسلام أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا. قال: صدقت. قال: فما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: صدقت. قال: فما الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فما أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الرجل يمشي مع صاحبه، فيظلله الغمام، وينادي مناد من السماء: هذا فلان بن فلان، فيقول: يا رب، متى الساعة؟ فيقول: ما أعددت للقاء الله شيئًا.
ويبين هذا الحديث أن العلم هو أساس الدين، وأن طلب العلم واجب على كل مسلم ومسلمة. كما يبين أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأن لهم مكانة عالية في الإسلام.
وبعد هذا الحديث، يورد الإمام البخاري عدة أحاديث أخرى تحث على طلب العلم، وتبين فضل العلماء، منها:
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة.
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: من تعلم علمًا مما يُبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد طعم الإيمان في قلبه أبدًا.
وهكذا، فإن أول باب أو فصل في صحيح الإمام البخاري يبين أهمية العلم وفضل العلماء في الإسلام.