وردت كلمة (مختالا ) في الآيات السابقة في سورة القصص، الآية 38، في معرض وصف الله عز وجل لحال فرعون يوم القيامة، حيث قال تعالى:
وَنَادَى فِرْعَوْنُ أَيْهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدُوا لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
ففي هذه الآية، وصف الله تعالى فرعون بأنه كان مختالا، أي متكبراً، متعجرفاً، مغروراً، مستكبراً، يتعالى على الناس، ويعتقد أنه فوق الجميع، وأنه لا يوجد أحد أقوى منه أو أعظم منه.
ومضاد كلمة مختالا هو كلمة متواضع، أي منخفض النفس، متواضع الأخلاق، قليل الكبرياء، كثير التواضع، الذي لا يتعالى على الناس ولا يعتقد أنه فوق الجميع.
والتواضع هو خلق إسلامي عظيم، وهو من صفات الأنبياء والصالحين، وقد أمر الله تعالى عباده بالتواضع، فقال تعالى:
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
فالتواضع يمنع الإنسان من الوقوع في الفواحش والمعاصي، ويجعله محبوباً عند الله تعالى وعند الناس.
وأما فرعون، فقد كان مثالاً صارخاً على الكبرياء والتعالي، وقد عاقبه الله تعالى على ذلك، فألقاه الله تعالى في اليم، فكان جزاءه الجزاء العادل.