الوصية التي لم ترد في الآيات السابقة هي وصية بالعلم.
فقد وردت في الآيات السابقة وصايا كثيرة، منها:
- الوصية بالتقوى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا" (النساء: 1).
- الوصية بالعدل: "يا أيها الذين آمنوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" (المائدة: 8).
- الوصية بالرحمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 13).
- الوصية بالصبر: "واصبروا إن الله مع الصابرين" (الأنفال: 46).
- الوصية بالشكر: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" (إبراهيم: 7).
أما الوصية بالعلم، فقد وردت في السنة النبوية، منها:
- حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" (رواه مسلم).
- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجه).
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" (رواه البخاري).
ولعل السبب في عدم ورود هذه الوصية في القرآن الكريم هو أن العلم في ذلك الوقت كان محصورا في فئة معينة من الناس، وهم العلماء والدعاة، أما الآن فقد أصبح العلم متاحا للجميع، وأصبح من الضروري أن تحرص كل أمة على نشر العلم بين أبنائها، حتى يكونوا قادرين على مواجهة التحديات التي تواجههم.
ومعنى الوصية بالعلم أن يحرص الإنسان على طلب العلم، وأن يتعلم ما يحتاجه من علوم الدنيا وعلوم الدين، وأن ينشر العلم بين الناس، وأن يكون عالماً عاملاً بالعلم.
والفوائد التي تعود على الإنسان من الوصية بالعلم كثيرة، منها:
- النجاة من النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
- دخول الجنة: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة".
- الرفعة في الدنيا والآخرة: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا ييسر له أسباب العلم".
ولذلك، فإن الوصية بالعلم هي من أهم الوصايا التي يجب أن نحرص عليها، حتى نكون أمة قوية قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها.