الموضوع: الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله
الآية المناسبة:
وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
آل عمران: 159
التفسير الموسع:
أمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه في الأمور، ثم أمره بالتوكل على الله بعد العزم على الأمر، فهذا دليل على أن الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله أمر مطلوب شرعاً.
والأخذ بالأسباب هو السعي لإنجاز أمر ما، وذلك من خلال استخدام الوسائل والأدوات المتاحة، أما التوكل على الله فهو اعتماد العبد على الله تعالى في تحقيق ما يريده، وعدم الاعتماد على نفسه أو غيره.
والتوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله هو أمر ضروري، فالأخذ بالأسباب هو واجب شرعي، والتوكل على الله هو واجب إيماني، ولا يتحقق التوكل الحقيقي إلا بالأخذ بالأسباب، فمن ترك الأسباب فهو عاجز متواكل، ومن اعتمد على الأسباب فقط فهو مشرك.
فمثلاً، إذا أراد شخص أن يحصل على وظيفة، فعليه أن يأخذ بالأسباب من خلال التقديم على الوظائف المتاحة، وإعداد السيرة الذاتية، وحضور المقابلة الشخصية، ثم بعد ذلك عليه أن يتوكل على الله تعالى في حصوله على الوظيفة.
وهكذا في جميع الأمور، فالأخذ بالأسباب هو أمر ضروري، والتوكل على الله هو أمر واجب، ولا يتحقق التوكل الحقيقي إلا بالأخذ بالأسباب.