يقول ميشال فوكو ليس إخفاء المشاعر و الافكار بل هو بناء لآليات القوه التي تتحكم فيما نسمح لانفسنا بالتعبير عنه ومانرفضه في اعماقنا في ضوء تلك المقولة التخلص احد عوامل المؤديه الي النسيان مدعما؟
إجابة الطالب المختصرة من خلال موقع بوابة الإجابات هي
التخلص من هذه السيطرة أو الرقابة على التعبير عن الذات يخفف الضغط النفسي ويمنع الكبت، مما يقلل من النسيان المرتبط بالصدمة أو القمع النفسي.
مقولة ميشال فوكو هذه تشير إلى أن التحكم في التعبير عن المشاعر والأفكار ليس مجرد كبت أو إخفاء بسيط، بل هو جزء من عملية أعمق وأكثر تعقيدًا لبناء آليات القوة. هذه الآليات تحدد ما هو مسموح به وما هو مرفوض، ليس فقط على المستوى الظاهري، بل حتى في أعماقنا الداخلية.
في ضوء هذه المقولة، يمكن النظر إلى التخلص (من الأشياء، الذكريات، المشاعر) كأحد العوامل المؤدية إلى النسيان، ولكنه ليس مجرد آلية بسيطة للمحو، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل الذات والعلاقة مع السلطة.
**التخلص كآلية للنسيان وبناء القوة:**
1. **إعادة تشكيل الذاكرة والهوية:** عندما نتخلص من شيء ما (ماديًا أو معنويًا)، فإننا لا نتخلص فقط من الشيء نفسه، بل نتخلص أيضًا من الروابط التي كانت تربطنا به. هذه الروابط قد تكون ذكريات، مشاعر، هويات فرعية، أو حتى علاقات اجتماعية. بالتخلص، فإننا نعيد تشكيل الذاكرة والهوية، وربما نخلق نسخة جديدة أكثر توافقًا مع ما نعتبره "مرغوبًا" أو "مقبولًا" في سياق معين. هذا يتوافق مع فكرة فوكو بأن القوة تحدد ما هو مسموح به وما هو مرفوض، حتى على مستوى الذاكرة والهوية.
2. **التحكم في السرديات:** التخلص يمكن أن يكون وسيلة للتحكم في السرديات التي نحكيها عن أنفسنا وعن العالم من حولنا. عندما نتخلص من الذكريات المؤلمة أو المحرجة، فإننا نمحو جزءًا من القصة التي لا نريد أن نرويها. هذا يسمح لنا بتقديم صورة أكثر إيجابية أو أكثر توافقًا مع توقعات المجتمع. هنا، يلعب التخلص دورًا في بناء "الحقيقة" التي نريد أن نتبناها، وهو ما يتفق مع فكرة فوكو عن أن الحقيقة ليست معطاة بل هي مبنية من خلال آليات القوة.
3. **الامتثال للمعايير الاجتماعية:** في كثير من الأحيان، نتخلص من أشياء أو أفكار لأنها لا تتوافق مع المعايير الاجتماعية السائدة. قد نتخلص من ملابس لم تعد رائجة، أو أفكار تعتبر "متخلفة"، أو علاقات تعتبر "غير صحية". هذا التخلص هو نوع من الامتثال للقوة الاجتماعية التي تحدد ما هو "طبيعي" أو "مرغوب". من خلال التخلص، فإننا نساهم في إعادة إنتاج هذه المعايير وتعزيزها، وبالتالي نعزز آليات القوة التي تتحكم فينا.
4. **إعادة تعريف الذات:** التخلص قد يكون جزءًا من عملية أوسع لإعادة تعريف الذات. على سبيل المثال، قد يتخلص شخص من كل ما يذكره بحياته السابقة بعد تغيير وظيفته أو الانتقال إلى مدينة جديدة. هذا التخلص يسمح له بتبني هوية جديدة وتكوين علاقات جديدة. هنا، يلعب التخلص دورًا في إعادة بناء الذات بما يتوافق مع الظروف الجديدة والتوقعات الجديدة.
**أمثلة تدعم الفكرة:**
* **التخلص من الأدلة الجنائية:** في سياق الجريمة، التخلص من الأدلة هو محاولة لمحو آثار الجريمة وتجنب العقاب. هذا التخلص ليس مجرد إخفاء للأدلة، بل هو محاولة لإعادة كتابة السردية وإعادة تعريف الحقيقة.
* **التخلص من الرسائل القديمة:** قد يتخلص شخص من رسائل حب قديمة بعد انتهاء العلاقة. هذا التخلص ليس مجرد تخلص من الورق، بل هو تخلص من الذكريات والمشاعر المرتبطة بالعلاقة. إنه محاولة لإعادة تعريف الذات كشخص منفصل عن العلاقة السابقة.
* **التخلص من الممتلكات بعد الطلاق:** بعد الطلاق، قد يتخلص الزوجان من الممتلكات المشتركة. هذا التخلص ليس مجرد تقسيم للممتلكات، بل هو أيضًا تخلص من الرموز التي تذكر بالعلاقة الفاشلة. إنه محاولة لإعادة بناء الحياة بشكل منفصل عن الشريك السابق.
**في الختام:**
التخلص ليس مجرد آلية بسيطة للنسيان، بل هو جزء من عملية معقدة لبناء آليات القوة. من خلال التخلص، فإننا نعيد تشكيل الذاكرة والهوية، ونتحكم في السرديات، ونمتثل للمعايير الاجتماعية، ونعيد تعريف الذات. كل هذه العمليات تساهم في بناء القوة وتعزيزها، سواء كانت قوة شخصية أو قوة اجتماعية.
اذا كان لديك إجابة افضل او هناك خطأ في الإجابة علي سؤال يقول ميشال فوكو ليس إخفاء المشاعر و الافكار بل هو بناء لآليات القوه التي تتحكم فيما نسمح لانفسنا بالتعبير عنه ومانرفضه في اعماقنا في ضوء تلك المقولة التخلص احد عوامل المؤديه الي النسيان مدعما اترك تعليق فورآ.
