فصلُ النزاع في مسألة طيب خلوف فمّ الصّائم؟
إجابة الطالب المختصرة من خلال موقع بوابة الإجابات هي
أنَّ الطيب يكون يوم القيامة، لأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال.
مسألة طيب خلوف فم الصائم هي مسألة فقهية قديمة اختلف فيها العلماء، والخلاصة هي كالتالي:
**الخلوف:** هو الرائحة الكريهة التي تنبعث من الفم بسبب خلو المعدة من الطعام أثناء الصيام.
**الخلاف:**
* **الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة):** يرون أن طيب خلوف فم الصائم مستحب، ولا يجوز إزالته عمداً بالسواك أو غيره، خاصة بعد الزوال. يستدلون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ". (متفق عليه). يعتبرون أن بقاء هذه الرائحة دليل على الصيام والعبادة، وأنها تُرضي الله تعالى.
* **الحنفية:** يرون أن السواك مباح في الصوم سواء قبل الزوال أو بعده، ولا كراهة فيه. ويفسرون الحديث بأن الأجر الذي يحصل عليه الصائم بسبب الصوم أفضل عند الله من رائحة المسك.
**الخلاصة وتوضيح المسألة:**
1. **الخلوف ليس عين الصيام:** الخلوف هو نتيجة طبيعية للصيام، ولكنه ليس هو الصيام نفسه. فالصيام هو الامتناع عن المفطرات بنية التعبد.
2. **السواك لا يبطل الصيام:** اتفق العلماء على أن السواك لا يبطل الصيام، سواء كان قبل الزوال أو بعده، ما لم يبتلع الصائم شيئاً من ريقه المختلط بمادة السواك عمداً.
3. **الخلاف في الكراهة بعد الزوال:** يرى الجمهور أن إزالة الخلوف بالسواك بعد الزوال مكروه، لأنه يذهب بشيء من أثر الصيام. أما الحنفية فلا يرون فيه كراهة.
4. **استعمال المعجون:** استعمال معجون الأسنان محل خلاف أشد، فالبعض يراه مكروهاً أو غير جائز خشية ابتلاع شيء منه، والبعض يجيزه بشرط التحرز الشديد من الابتلاع.
5. **رائحة الفم الكريهة في العموم:** يجب ملاحظة أن الخلوف المقصود في الحديث هو الرائحة الطبيعية الناتجة عن الصيام، وليس الرائحة الكريهة الناتجة عن أمراض اللثة أو عدم تنظيف الأسنان. فالأصل هو نظافة الفم والأسنان في كل الأحوال، سواء كان الصائم صائماً أم لا.
**الراجح:**
الأمر فيه سعة، ولكن الأحوط والأفضل هو المحافظة على نظافة الفم والأسنان بالسواك أو الفرشاة والمعجون (بحذر شديد) في غير أوقات الصيام، وبعد السحور وقبل الفجر. أما أثناء الصيام، فالأولى تجنب استعمال المعجون والتركيز على السواك أو الفرشاة الجافة، وتجنب إزالة الخلوف عمداً بعد الزوال.
**تنبيه:** إذا كان الخلوف شديداً ويسبب إحراجاً للآخرين أو أذى لهم، فلا حرج في إزالته بل قد يكون ذلك من باب إزالة الأذى، مع مراعاة عدم المبالغة والاحتراز من ابتلاع شيء.
**المهم هو:**
* النية الصادقة في الصيام.
* الاجتهاد في الطاعات والعبادات.
* المحافظة على نظافة الفم والأسنان قدر الإمكان.
* تجنب الخلاف ما أمكن والعمل بما يطمئن إليه القلب.
والله أعلم.
اذا كان لديك إجابة افضل او هناك خطأ في الإجابة علي سؤال فصلُ النزاع في مسألة طيب خلوف فمّ الصّائم اترك تعليق فورآ.