الإجابة المختصرة هي أن المسلم لا يستحق أجرًا على العمل بالبدعة، سواء قصد بها وجه الله تعالى أو لم يقصد. وذلك لأن البدعة هي كل ما لم يشرعه الله ورسوله، وهي ضلالة، ومن ضل عن الهدى فقد خسر.
أما التفسير الموسع، فهو كالتالي:
تعريف البدعة
البدعة في اللغة هي الابتداع، وهي في الشرع كل ما أحدث في الدين من غير أصل شرعي. وقد ورد النهي عن البدع في العديد من الأحاديث النبوية، منها:
- قوله صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ". رواه أبو داود وصححه الألباني.
- وقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ". رواه مسلم.
حكم العمل بالبدعة
الحكم الشرعي للعمل بالبدعة هو التحريم، سواء كان فاعلها عالماً بها أو جاهلاً. وذلك لأن البدعة هي مخالفة لأمر الله ورسوله، وهي ضلالة، ومن ضل عن الهدى فقد خسر.
أجر المسلم على العمل بالبدعة
لا يستحق المسلم أجرًا على العمل بالبدعة، سواء قصد بها وجه الله تعالى أو لم يقصد. وذلك لأن البدعة هي عمل غير مشروع، ولا يستحق المسلم أجرًا على عمل غير مشروع.
وأما قصد المسلم بفعل البدعة وجه الله تعالى، فهذا لا ينافي حكم البدعة، ولا يجعلها مشروعة. فقصد المسلم وجه الله تعالى لا يصحح عمله إذا كان هذا العمل مخالفًا لأمر الله ورسوله.
ولذلك، فإن المسلم الذي يعمل بالبدعة، سواء قصد بها وجه الله تعالى أو لم يقصد، لا يستحق أجرًا على عمله، بل يكون عمله مردودًا عليه، وهو آثم بسبب فعله هذا.
التحذير من البدع
ينبغي على المسلم أن يحذر من البدع، وأن يلتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن البدعة ضلالة، ومن ضل عن الهدى فقد خسر.
وقد حذَّر الله تعالى عباده من البدع في كتابه العزيز، فقال:
-
"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا". (النساء: 115)
-
"وَمَنْ يَعْمَلْ عَمَلًا شَرًّا فَلَهُ جَزَاؤُهُ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا". (النساء: 147)