الحكم الشرعي لمن مات وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر هو أنه خالد مخلد في النار، وهذا هو الحكم الثابت في القرآن والسنة. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]. وقال تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:116].
وأما الرأي القائل بأن من مات على الشرك يدخل النار لكنه لا يخلد فيها، فهذا رأي ضعيف لا يستند إلى دليل صحيح. وقد رد عليه أهل العلم بالعديد من الأدلة، منها:
- قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء:39].
- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وَلَا يَهْدِي لَهُمْ طَرِيقًا} [النساء:168].
- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَعْبَدُونَ الطَّاغُوتَ وَهُمْ لَهُ أَشْرَاكُ} [النحل:36].
وأما الرأي القائل بأن حكم من مات على الشرك تحت مشيئة الله، فهذا رأي فيه نظر، لأن الله تعالى قد حكم على من مات على الشرك بأنه خالد مخلد في النار، ولا يجوز أن يخالف حكم الله تعالى.
وخلاصة القول، فإن حكم من مات وهو يشرك بالله تعالى شركاً أكبر هو أنه خالد مخلد في النار، وهذا هو الحكم الذي أجمع عليه أهل العلم.