الشح والبخل من صفات النفس السيئة التي تدفع الإنسان إلى حب المال والحرص عليه، والأنفة عن الإنفاق في وجوه الخير. وهما من الذنوب التي نهى الله عنها في كتابه الكريم، فقال تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38].
والزكاة من أعظم العبادات التي تطهر النفس من الشح والبخل، وذلك لعدة أسباب:
- لأنها تعني إخراج جزء من المال الذي يحبه الإنسان، وهذا يدل على صدق الإيمان، وقوة الإرادة، وسلامة القلب من حب الدنيا.
- لأنها تعني التخلي عن الأنانية، والحرص على مصالح الآخرين، والمشاركة في قضاء حوائجهم.
- لأنها تعني شكر الله تعالى على نعمه، وامتثال أوامره.
وقد حث الله تعالى المسلمين على أداء الزكاة، ووعدهم بالأجر العظيم، فقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103].
وإذا أدت الزكاة إلى تطهير النفس من الشح والبخل، فإنها تؤدي إلى العديد من الفوائد الأخرى، منها:
- تقوية الإيمان، وزيادة التقوى.
- زيادة البركة في المال.
- تحقيق التكافل الاجتماعي، وسد حاجة الفقراء والمحتاجين.
- تنمية المجتمع، وتحقيق الأمن الاجتماعي.
ولذلك، فإن الزكاة عبادة عظيمة، لها آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، وهي من أهم وسائل تطهير النفس من الشح والبخل.