تقرير عن النشاط لاقتصادي في قارة أمريكا الجنوبية
شهدت بلدان أمريكا الجنوبية خلال العقدين الماضيين نموا اقتصاديًا كبيرًا، وهو ما يمكن ملاحظته في العديد من هذه البلدان في بناء ناطحات السحاب مثل برج غران كوستانيرا في شيلي، وكذلك أنظمة النقل مثل مترو بوغوتا. ومع ذلك تعرف هذه المنطقة نسبة عالية من التضخم في جميع بلدانها تقريبا، فأسعار الفائدة لا تزال مرتفعة والاستثمار لا يزال متدنيًا. وعادة ما تكون أسعار الفائدة مرتفعة مرتين بينها وبين الولايات المتحدة. على سبيل المثال، معدلات الفائدة تصل إلى حوالي 22٪ في فنزويلا و23٪ في سورينام. تبقى شيلي هي الاستثناء، حيث تنفذ سياسة السوق الحرة منذ تأسيس الديكتاتورية العسكرية عام 1973، ومنذ عودة الحكم الديمقراطي في أوائل التسعينات دأبت الدولة على زيادة الإنفاق الاجتماعي، أدى ذلك إلى الاستقرار الاقتصادي وانخفاض أسعار الفائدة.
وتعتمد أمريكا الجنوبية اعتمادًا كبيرًا على تصدير السلع والموارد الطبيعية. حيث تتصدر البرازيل (سابع أكبر اقتصاد في العالم والأكبر في أميركا الجنوبية) الدول المصدرة بمبلغ إجمالي لصادراتها ب204,800,000,000 دولار تليها شيلي بـ58,120,000,000 والأرجنتين بـ46,460,000,000
تعتبر الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء في معظم دول أمريكا الجنوبية الأكبر مقارنةً مع القارات الأخرى. ففي فنزويلا وباراغواي وبوليفيا وغيرها من دول أمريكا الجنوبية، يستحود 20٪ من السكان على أكثر من 60٪ من ثروة المنطقة، في حين أن 20٪ من السكان يمتلكون أقل من 5٪ من الثروة. ويمكن رؤية هذه الفجوة الواسعة في العديد من المدن الكبيرة في أمريكا الجنوبية حيث تقع مدن الصفيح والأحياء الفقيرة متاخمة لناطحات السحاب والشقق الفاخرة المملوكة للطبقة العليا.
أصبحت السياحة على نحو متزايد مصدرًا هامًا من مصادر الدخل بالنسبة للعديد من دول أمريكا الجنوبية. فالآثار التاريخية والهندسة المعمارية والطبيعية الخلابة، ومجموعة متنوعة من الأطعمة والثقافة المحلية، والمدن الحيوية والملونة، تجذب الملايين من السياح كل العام إلى أميركا الجنوبية. من الأماكن الأكثر زيارةً بقايا مدينة ماتشو بيتشو، وغابات الأمازون وريو دي جانيرو و مدينة سلفادور ووفورتاليزا، ووماسايو، وبوغوتا، وفلوريانوبوليس، وجزيرة مارغاريتا، وناتال، وبوينس آيرس، وساو باولو، وشلالات أنجيل، بحيرة تيتيكاكا، باتاغونيا، قرطاجنة وجزر غالاباغوس.
الخصائص ألاقتصاديه لسكان قارة أمريكا الجنوبية
المبحث الأول: النشاط الزراعي في القارة
أ- خصائص النشاط الزراعي في القارة :ـ وتتضمن دراستنا لخصائص النشاط الزراعي عددا من النقاط أهمها:ـ
(1) يشكل النشاط الزراعي أهم الأنشطة الأقتصاديه لكونه يتميز بعدد من ألخصائص ولتي منها:ـ
أ- ارتفاع نسبة العاملين في هذا النشاط والذي وصل إلى حوالي(40%)من عدد الأيدي العاملة بشكل عام ،وتزداد هذه النسبة في عدد من الدول لتصل إلى حوالي (50%)من عدد سكانها ،كما هو عليه الحال في بارجواي ،في حين تزدادا لنسبة لتصل إلى (74%)في دولة هاييتي مقارنة مع أمريكا الشمالية التي تصل فيها نسبة عدد السكان الذين يعملون في ألزراعه في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا إلى :ـ2،5% ولكل منهما على التوالي.
ب- ارتفاع نسبة مساهمة هذا القطاع الزراعي في الدخل القومي لاقتصاد معظم دول القارة، إذ انه يشكل (20%) من اقتصاد المكسيك ،29% لاقتصاد كولومبيا ويصل إلى (31%) من اقتصاد الولايات المتحدة و(4%)من اقتصاد كندا .
ج- تعتمد معظم دول أمريكا الجنوبية على زراعة المحاصيل النقدية ،وذالك من اجل الحصول على العملات الأجنبية التي يتم تصديرها وخاصة محاصيل قصب السكر والبن والقطن والقمح.
د- تشكل المنتجات النباتية والحيوانية نسباً كبيرة من صادرات دول القارة، اذ يعد محصول البن المحصول الرئيسي الذي تصدره القارة وكذلك الحال بالنسبة لمحصولي قصب السكر والموز .
2. أن نسبة صغيرة من مساحة قارة أمريكا الجنوبية تزرع بالمحاصيل الزراعية والتي لأتزيد نسبتها عن (5%) من مساحة القارة ، وذلك يرجع الى ان اكثر من (65%) من مساحة القارة هي عبارة عن أراضي تنتشر فيها غابات ( السافانا ،سلفاس ،الفانوس ،الكابوس) ، إما الباقي (29%) فهي عبارة عن أراضي غير مستغله وتضم الجبال والهضاب والصحاري . ويرجع انخفاض نسبة الأراضي المستغلة فـي الــزراعـة إلـى عـوامـل طـبيعية وبشـريـة (كوعورة السطح ، المناخ ،النبات الطبيعي )، فضلاًعن تاثير العوامل البشرية والمختلفة التي تؤثر في تخلف الزراعة ( طرق النقل والتسويق،وعدم استعمال التكنولوجيا الحديثة أو الأسمدة الكيمياوية ، وطرائق الزراعة البدائية ).
3.ويتميز النشاط الزراعي في القارة أيضا بأنه لازال يعاني من مظاهر التخلف والتي تتمثل بالاتي :-
أ. انخفاض نسبة مساهمة هذا النشاط بالدخل الاقتصادي ، اذ ان نسبة العاملين في هذا النشاط في عدد من الدول تكون قليله جداً فمثلاً : يشكل هؤلاء 19% في فنزولا و20% في تشلي و40% في البرازيل وهذه النسبة من الأيدي العاملة قليله مما يجعل مساهمة الاتناج الزراعي في الدخل القومي قليله أيضا، إذ وصل إلى (6%) في فنزولا و(8%) في تشلي و(11%) في البرازيل . وكذلك فان دوال القارة تستورد المواد الغذائية من الخارج أو أنها تعاني من الأزمات الزراعية ومن مظاهر التخلف للنشاط الزراعي أيضا.
ب. اعتمادها على عدد كبير من المنتجات الزراعية العالمية الذي يعرضها الى مشاكل تقلبات الأسعار.
ج.أن الزراعة غير علمية بعكس ماتعرفنا عليه في امريكا اشمالية .
د. وتتصف المزارع بارتفاع نسبة عدد العاملين فيها ، فضلاً عن كونها لا تستعمل الزراعة الواسعة .
هـ. قلة استعمال وسائل العلم والتكنولوجيا مما يؤدي ذلك الى انخفاض انتاجية الأرض .
و. عدم إتباع الدورة الزراعية وقلة استعمال المقننة والمخصبات الزراعية .
ز.فضلاً عن استعمال وسائل وأساليب بدائية في العمليات الزراعية وجني المحاصيل ،ألا ان هذا لايعني بان القارة تعيش وضعاً متخلفاً وانما بدات دول منها تشهد قيام انظمة تحررية ، واعتماد اساليب حديثة في استغلال الارض والمياه وتطبيق الوسائل العلمية الحديثة ، مما يعني بان للقارة مستقبلاً في الوضع الزراعي اذ ما اعتمدت على التقنيات العلمية الحديثة في الزراعية .
ب.المحاصيل الزراعية في القارة وتوزيعها الجغرافي :-
1. محصول القمح :-
محصول زراعي شتوي تتركز زرعته في المناطق ذوات الخصائص المناخية المعتدلة الحرارة والمقترنة بسقوط الإمطار ، لذلك فهو يزرع في الأرجنتين والمكسيك وتشلي وأورجواي ، وذلك لان هذه المناطق تتصف بها الاعتدال في درجات الحرارة وسقوط الأمطار وتوفر تربة الجير نزوم الخصبة ، وتحتل الأرجنتين المرتبة الأولى في إنتاج القمح والذي بلغ (7.8) مليون طن عام (1980)، وتتركز زراعته في إقليم البمباس او مايعرف بهلال القمح الارجنتيني الو (عراق الارجنتين او الميسوبوتميا MISOPOTIMIA ) في حوض يعرف ) بحوض جنوب لابلاتا وتستخدم هنا الالات والزراعة المتطورة آذ احتلت المرتبة السادسة في أنتاجه بين دول العالم المصدرة ، ويحصد القمح بين تشرين الثاني إلى بداية كانون الأول ،مما جعله يحتل مكانه مهمة في الأسرة العالمية مقارنته مع غيره من أنواع القمح الأخرى .
2- الذرة:ـ
محصول زراعي صيفي يزرع في القارة للاستهلاك البشري والثروة الحيوانية في كل من البرازيل التي تعد ثالث دولة في العالم في إنتاجه في أطرافها الجنوبية والشرقية ويزرع كعلف للماشية وكغذاء للإنسان , ويصل إنتاجه من ( 10 _ 20 مليون طن ) من كمية الإنتاج خلال عام (1980 ).
وتأتي المكسيك ثم الأرجنتين بلمرتبةالثالثة اذ وصل انتاجها الى (7 مليون طن) خلال عام (1980) ويزرع من اجل تربية الثروة الحيوانية وخاصة زراعة النوع الصلب (الذرة الصلبه), والبرازيل هي الدولة الرئيسة في زراعته .
3- الرز :ـ
محصول زراعي صيفي نقله المهاجرون الأسيويون , وتعد البرازيل أهم دول القارة في زراعة وانتاج الرز , اذ وصل انتاجها من الرز حوالي (7ز9 مليون طن), ويزرع في الولايات ميناؤس وساوباولوا , اذ يسود المناخ المداري وشبه المداري والموسومي الصيفي , كما يزرع في كولومبياالتي تأتي بالمرتبة الثانية بعد البرازيل .
4ـ قصب السكر:ـ
محصول زراعي صيفي يزرع في السهول الساحلية المدارية الرطبة لدول البحر الكاريبي وخاصة كوبا كما تعد البرازيل ثاني دولة في زراعة وإنتاج قصب السكر في العالم بعد الهند , اذ يــزرع في ولايــة ساوباولوا, امـا كـوبا فقـد احتلت المرتبـة الثــالثـة وأنتجـت حــوالي ( 53 مليون طن) وتتعرض زراعته إلى أزمات اقتصادية حادة فضلا عن زراعته في كل من المكسيك وكولومبيا.
5ـ القـطـن:ـ
محصول زراعي صيفي تنتشر زراعته في الجهات الجافة في المنطقة المدارية وذلك لأنه يتطلب مدة طويلة من الإشعاع الشمسي والجفاف ,لذلك نجد زراعته في الجهات الجافة التي تتوفر فيها عمليات الإرواء ,وهو من أجود أنواع الأقطان في القارة الذي ينمو في الجهات الصحراوية وان الغرض من إنتاجه : تصدير وسد الحاجة وتتركز زراعته في : البرازيل التي تعد سادس دولة منتجة في العالم
منتجة للقطن الذي يزرع قي الجهات الشمالية الشرقية الخفة وتوسعت زراعته ووصلت إلى منطقة ساو باولو ,إما المكسيك فتعد من الدول المهمة المنتجة للقطن في القارة إذ توسعت زراعته واحتلت المرتبة السادسة أيضا ووصل إنتاجه إلى (11.3) مليون طن في نهاية السبعينات من القرن الماضي ,ولكنها تعرضت إلى أزمات اقتصادية حادة فأنخفض الإنتاج حول العاصمة مكسيكو , كما تتركز زراعته في منطقة (لاجولا) في المكسيك ,وينمو هذا المحصول في فصل الصيف وتعتمد زراعته على الإرواء فضلا عن حاجة إلى نسبة كبيرة من الإشعاع الشمسي ضمن الخصائص المناخية الجافة .
وهنالك نوعان من القطن :ـ
طويلة التيلة , وقصيرة النيل ,يتوزع جغرافيا في الهضبة البرازيلية وخاصة في طرفها الشرقي وكذلك في الأرجنتين وشيلي ولاستهلك في القارة وإنما يصدر إلى الخارج .
6ـ البن :ـ
تشتهر القارة في إنتاج البن الذي يزرع فوق الهضاب المدارية بيـن دائـرتي عـرض (20ـ30 جنوبا) في كل من البرازيل التي تزرع حوالي ثلثي الإنتاج العالمي و(35%) من صادرات البن الدولية في منطقة ( سانتوس, ريودي جانيرو,ميناؤس) وفي إقليم يطلق عليه باسم (هضبة البن) ، وهي تشكل نسبة (95%) من مساحة الراضي المزروعة بالبن في البرازيل ،وذلك لملائمة الظروف المناخية من حرارة وإمطار ووجود تربة بركانية جيدة الصرف وبعد محصول البن محصولا نقديا يتعرض إنتاجه إلى التذبذب بسبب الصروف المناخية غير الناسبة , أما الدولة الثانية فهي كولومبيا والتي يزرع فيها على سفوح الهضبة حول العاصمة (بوجوتا) , كما يزرع في جواتيمالا والسـلفادور وكـوستريكا وفـي جـميع الهـضـاب الـتي يـتراوح ارتــفاعها بين (500ـ 1800 م) فوق مستوى سطح البحر .
المادة المعروضة اعلاه هي مدخل الى المحاضرة المرفوعة بواسطة استاذ(ة) المادة . وقد تبدو لك غير متكاملة . حيث يضع استاذ المادة في بعض الاحيان فقط الجزء الاول من المحاضرة من اجل الاطلاع على ما ستقوم بتحميله لاحقا . في نظام التعليم الالكتروني نوفر هذه الخدمة لكي نبقيك على اطلاع حول محتوى الملف الذي ستقوم بتحميله .
المصادر
http://lema.rae.es/dpd/srv/search?key=Tobago
Cohen, Saul Bernard. 2003. "North and Middle America" (Ch. 5). Geopolitics of the World System (ISBN 0-8476-9907-2) نسخة محفوظة 15 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.