بدء الصناعة الوطنية لكسوة الكعبة المشرفة في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز
بدأ الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثانية، في عهدة الثانية (1814-1829)، بتأسيس الصناعة الوطنية لكسوة الكعبة المشرفة، وذلك في عام 1228هـ الموافق 1812م.
وقد أمر الإمام سعود بإنشاء دار خاصة لحياكة الكسوة في مدينة الرياض، ودعا إلى ضم أفضل النساجين والحرفيين من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية للعمل في الدار، وذلك لضمان جودة الكسوة وخلوها من أي عيوب.
وكانت الكسوة في ذلك الوقت تصنع من الحرير الأسود المطرز بالذهب والفضة، وقد تم اختيار اللون الأسود لأنه يرمز إلى التقوى والوقار، كما تم اختيار الحرير لأنه من أجود أنواع الأقمشة.
وبعد وفاة الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود، استمرت الصناعة الوطنية لكسوة الكعبة المشرفة في عهد خلفائه، وقد شهدت الكسوة تطورات عديدة على مر السنين، حيث تم استخدام مواد جديدة في صناعتها، كما تم إدخال بعض اللمسات الفنية عليها.
التفسير الموسع
كان تأسيس الصناعة الوطنية لكسوة الكعبة المشرفة في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود حدثًا مهمًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث يدل على اهتمام الدولة بالعناية بالحرمين الشريفين وتوفير كل ما يلزمهما من الخدمات.
ولقد كان لهذا الحدث عدة آثار إيجابية، منها:
- ضمان جودة الكسوة وخلوها من أي عيوب، وذلك لأن الكسوة أصبحت تصنع في المملكة العربية السعودية تحت إشراف الحكومة.
- توفير فرص عمل للمواطنين السعوديين، حيث تم توظيف أفضل النساجين والحرفيين في المملكة للعمل في صناعة الكسوة.
- تعزيز روح الوطنية لدى المواطنين السعوديين، حيث شعروا بالفخر بكونهم جزءًا من عملية صنع الكسوة الخاصة بالحرمين الشريفين.
مكان حياكة الكسوة
أمر الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود بحياكة الكسوة في مدينة الرياض، ولكن بعد وفاة الإمام سعود، تم نقل حياكة الكسوة إلى مدينة مكة المكرمة، حيث تم إنشاء دار خاصة لحياكة الكسوة في حي أجياد، وهي الدار التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
وفي عام 1403هـ الموافق 1982م، تم إنشاء مصنع حديث لحياكة الكسوة في المدينة المنورة، وذلك بهدف زيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل للمواطنين السعوديين.
واليوم، يتم حياكة الكسوة في كلا المصنعين، حيث يتم حياكة الكسوة الخارجية في مكة المكرمة، ويتم حياكة الكسوة الداخلية في المدينة المنورة.
كسوة الكعبة المشرفة اليوم
تتكون كسوة الكعبة المشرفة من أربعة جوانب، ويبلغ طول كل جانب 47 متراً، وعرض كل جانب 9 أمتار، ويبلغ وزن الكسوة حوالي 6 أطنان.
وتصنع الكسوة من الحرير الطبيعي الخالص، وتطرز بالذهب والفضة، وتزين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
وتقوم الدولة السعودية بتغيير كسوة الكعبة المشرفة مرتين في السنة، مرة في شهر ذي الحجة، ومرة في شهر رجب.
وتحرص الدولة السعودية على توفير كل ما يلزم لكسوة الكعبة المشرفة من مواد وأموال، وذلك حفاظًا على مكانتها وقدسيتها.