دل قوله صلى الله عليه وسلم (من علق تميمة فقد أشرك) على أن تعليق التمائم منافي كمال التوحيد لعدة أسباب:
-
السبب الأول: أن تعليق التمائم هو اعتقاد أن لها قدرة على جلب النفع أو دفع الضر، وهذا الاعتقاد هو من قبيل الشرك، لأن الله تعالى هو وحده القادر على ذلك، قال تعالى: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (يونس: 107).
-
السبب الثاني: أن تعليق التمائم هو إعراض عن التوكل على الله تعالى، واعتماد على الوسائط الأخرى، وهذا منافٍ لمفهوم التوحيد الذي يقوم على أساس التوكل على الله تعالى وحده، قال تعالى: "وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (المائدة: 23).
-
السبب الثالث: أن تعليق التمائم قد يؤدي إلى تعطيل الأسباب المشروعة التي أمر بها الله تعالى، مثل الرقية الشرعية، والأدوية الطبية، والدعاء، قال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" (الأنعام: 151).
وبناءً على هذه الأسباب، فإن تعليق التمائم منافٍ لكمال التوحيد، لأنه يتضمن اعتقادًا في غير الله تعالى، وإعراضًا عن التوكل على الله تعالى، وقد يؤدي إلى تعطيل الأسباب المشروعة.
ولذلك، فإن من يعلق التمائم عليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يتخلص منها، وأن يعتمد على الله تعالى وحده في جلب النفع ودفع الضر.