الاعتقاد بأن لبعض الأولياء، أو الصالحين، أو الأئمة التصرف في الكون، وتدبيره، هو شرك، لأنه يتضمن إثبات صفة من صفات الربوبية لغير الله تعالى. فالتصرف في الكون وتدبيره من صفات الله تعالى وحده، كما قال تعالى: "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (الطلاق: 12).
ومعنى الشرك: مشاركة الله تعالى في صفة من صفاته، أو فعل من أفعاله. ومن صور الشرك: عبادة غير الله تعالى، أو اعتقاد أن لغير الله تعالى صفة من صفات الربوبية.
وإذا كان الاعتقاد بأن لبعض الأولياء، أو الصالحين، أو الأئمة التصرف في الكون، وتدبيره، هو شرك، فذلك لأن هذا الاعتقاد ينطوي على اعتقاد أن هؤلاء الأولياء أو الصالحين أو الأئمة يتصرفون في الكون ويدبرون أمره بأنفسهم، دون إذن من الله تعالى. وهذا الاعتقاد يتضمن إثبات صفة الربوبية لغير الله تعالى، وهو شرك أكبر.
وهناك أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على أن الاعتقاد بأن لبعض الأولياء، أو الصالحين، أو الأئمة التصرف في الكون، وتدبيره، هو شرك.
فمن الأدلة من القرآن الكريم: قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 25).
وقوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (التوبة: 30).
ومن الأدلة من السنة النبوية: ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله".
وبناءً على ما سبق، فإن الاعتقاد بأن لبعض الأولياء، أو الصالحين، أو الأئمة التصرف في الكون، وتدبيره، هو شرك أكبر، يخرج صاحبه من ملة الإسلام.