من شروط قبول العمل
في الدين الإسلامي، يشترط لقبول العمل الصالح شرطان أساسيان، وهما:
الإخلاص: وهو أن يكون العمل خالصا لله تعالى، لا يقصد به إلا وجهه، وأن يكون العبد مخلصا في نيّته، لا يقصد بعمله الرياء أو السمعة أو غير ذلك.
المتابعة: وهو أن يكون العمل موافقاً للسنة النبوية، فلا يجوز العمل بشيء لم يرد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا تحقق هذين الشرطين في العمل، فإنه يُقبل من العبد، ويُثاب عليه، وإن لم يتحقق أحدهما أو كلاهما، فإنه لا يُقبل، ولا يُثاب عليه.
تفسير الإخلاص
الإخلاص هو أن يخلص العبد لله تعالى في عمله، أي أن يكون عمله خالصاً لله، لا يقصد به إلا وجهه، وأن يكون العبد مخلصاً في نيّته، لا يقصد بعمله الرياء أو السمعة أو غير ذلك.
والإخلاص من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو شرط قبول العمل، كما أنه طريق إلى محبة الله تعالى ورضاه.
أدلة الإخلاص
وردت الأدلة على وجوب الإخلاص في القرآن الكريم والسنة النبوية، منها:
قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162].
قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: 5].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» [رواه البخاري].
تفسير المتابعة
المتابعة هي أن يكون العمل موافقاً للسنة النبوية، فلا يجوز العمل بشيء لم يرد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، بعد القرآن الكريم، فهي تبين لنا ما لم يرد في القرآن، وتوضح لنا كيفية تطبيق أحكامه.
وأهمية المتابعة تكمن في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الحسنة للمسلمين، فلا يجوز أن يعمل المسلم بشيء لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم.
أدلة المتابعة
وردت الأدلة على وجوب المتابعة في القرآن الكريم والسنة النبوية، منها:
قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7].
قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» [رواه مسلم].
أهمية شروط قبول العمل
شروط قبول العمل مهمة جداً، فهي تبين لنا ما الذي يجب أن يتوفر في العمل حتى يكون مقبولاً عند الله تعالى.
وإذا تحققت هذه الشروط في العمل، فإن العبد يضمن قبول عمله، ويحصل على الثواب العظيم من الله تعالى.
وإذا لم تتحقق هذه الشروط في العمل، فإن العبد يخشى أن لا يُقبل عمله، أو أن يُعاقب عليه.
ولذلك، يجب على المسلم أن يحرص على تحقيق هذه الشروط في عمله، وأن يجتهد في ذلك، حتى يضمن قبول عمله عند الله تعالى.
