الالتجاء إلى الله وطلب الحماية من كل مكروه هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو دليل على قوة إيمانه وحسن توكله على الله.
والاستعاذة هي طلب العوذ، والعوذ هو طلب الحماية من الشر، ويكون الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه بأنواعه، سواء كان ذلك من الشيطان الرجيم، أو من الناس، أو من الحيوانات، أو من الفتن، أو من الأمراض، أو من أي مكروه آخر.
ودليل الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه في القرآن الكريم والسنة النبوية كثير، فمن ذلك قوله تعالى: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، وقوله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، وقوله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ".
وأما التفسير الموسع للالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه، فيمكن أن نذكر فيه ما يلي:
-
أولاً: الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وذلك لأن فيه إقراراً بوحدانية الله وكمال قدرته، وإظهاراً لضعف العبد واحتياجه إلى ربه، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من كل مكروه، وكان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء".
-
ثانياً: الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه هو دليل على قوة إيمان العبد وحسن توكله على الله، وذلك لأن من يؤمن بالله ويثق في قدرته لا يخاف من أي مكروه، ويلجأ إلى الله ليحميه منه.
-
ثالثاً: الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه هو سبب لحصول العبد على الحماية من الله، وذلك لأن الله تعالى قد تكفل بحماية عباده الذين يستعيذون به، قال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ".
-
رابعاً: الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه هو سبب للطمأنينة والراحة النفسية للعبد، وذلك لأن من يلجأ إلى الله يجد عنده الأمان والطمأنينة، قال تعالى: "أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
ولذلك ينبغي على كل مسلم أن يحرص على الالتجاء إلى الله وطلب الحماية منه من كل مكروه، وذلك في كل وقت وحين، سواء كان ذلك في حال الرخاء أو في حال الشدة.